حال بعض الخطباء الذين يقعون في الغيبة والتشهير ببعض أصحاب المعاصي ؟

وهذا سائل يسأل عن حال بعض الخطباء الذين يقومون ببعض الخطب التي فيها نصائح طيبة للناس. ولكن كما ذكر أحيانا يقع منهم ما ينافي ذلك العلم، إما بما يقعون فيه من الغيبة والنميمة ونحو ذلك أو أحياناً التشهير ببعض من يقع ببعض المخالفات والمعاصي. فما حكم فعل مثل ذلك؟ وماذا ينبغي التصرف في مثل هذا الحال؟

الجواب :


والجواب على هذا السؤال أن يقال:
 أولاً : علينا معاشر المسلمين أن نعمل بما علمنا من دين الله سبحانه وتعالى مما في كتاب الله، ومما في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يضرنا بعد ذلك من فعل أو ترك، فمن أحسن فلنفسه، ومن أساء فعليها. حتى لا يكون فعل بعض الناصحين وحملة العلم، أو من يحمل العلم ولا يعمل به سبباً في التأثير على استقامتك وعلى تدينك لربك، بل يكون قدوتك رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. 
وثانيا: لا يمنعك ما علمت من دين الله سبحانه وتعالى مع ما رأيت من تقصير من قصر، ولو كان ممن ينتسب للعلم أو يحمله، أن تنصحه بضوابط النصيحة الشرعية؛ فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري المشهور الذي في صحيح مسلم : ((الدين النصيحة)) وفي رواية خارج الصحيح، كررها ثلاث عليه الصلاة والسلام فقال: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه أبو داود وصححه الألباني برقم {4944}.
فليس أحد أكبر من النصح.كل أحد يحتاج أن ينصح، حتى هؤلاء الخطباء.لكن بحكمة ورفق وأسلوب حسن، حتى تقبل هذه النصيحة. 
فكما أنكرت عليهم التشهير، كذلك أنت لا تشهر بهم، أعنهم على إصلاح أنفسهم، وإصلاح من تحت أيديهم. 
وثالثاً : أن يقال فعل هؤلاء خطأ، كونهم لا يعملون بالعلم هذا خطأ، وأدلة ذلك كثيرة في الكتاب والسنة، قال الله عز وجل {(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون *كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)} الصف [٢_٣] والآيات في هذا الباب، والأدلة من السنة كثيرة، وكونهم يقع منهم ما ينافي العلم الذي يحملون هذا خطأ، ومن ذلك وقوعه في الغيبة والنميمة ونحو ذلك من الأمور التي تنافي العلم الذي يحمله. ولا يمنعك ذلك أن تقبل منهم العلم الذي عندهم، خذ الخير الذي معهم، واترك السوء الذي عندهم، وكذلك ليس من الحكمة ولا من ما دلت عليه الأدلة الشرعية أن يكون أمر النصيحة فيها تشهير، هذا خطأ، ولا يعين المنصوح على الرجوع إلى الحق، ولذلك ينصحون كذلك في هذا الأمر أنه لا ينبغي لهم التشهير في النصيحة، فإن ذلك مما لا يعين على رجوع المنصوح إلى الحق، فكما هم لا يحبون ذلك، فكذلك لا يفعلون مثل ذلك مع غيرهم، قال الله عزوجل: {(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)}  البقرة[٤٤]  ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه، نسأل الله لنا وللجميع التوفيق والسداد والله تعالى أعلى وأعلم..

  • 6 ربيع الأول 1438هـ - 05/12/2016مـ
  • 1.85MB
  • 5:23