حكم تجسس الوالد على ولده حفاظاً عليه من الانحراف ؟

وهذا سائل يسأل عن حكم تجسس الوالد في أحوال ولده بالوسائل المتنوعة، حفاظاً على ولده من الانزلاق والانحراف؟

الجواب :

نعم يجوز، بل يجب أن يتابع الوالد ولده ويراقبه وينظر ويفتش إن شك أو خشي أن يكون هناك معنى من معاني الانزلاق عند الولد على وجه التربية والحفظ والرعاية التي أوجبها الله عز وجل على الآباء وأولياء الأمور عموماً، كما جاء في حديث ابن عمر في الصحيحين بقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث (والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها..) إلى أن قال في آخر الحديث (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، بل قال الله عز وجل في كتابه الكريم ((يا ايها الذين ءامنوا قووا أنفسكم وأهليكم نارا..))، لا يكفي أن تقي نفسك من نار جهنم أعاذنا الله وإياكم منها، ولكن أن تعيذ نفسك وأهل بيتك . ومن ذلك أن تأخذ بأيديهم إلى أسباب النجاة من هذه النار، وكيف يكون ذلك بإهمالهم وتركهم وعدم مراقبتهم ورعايتهم ومتابعتهم، وقبل هذا وهذا من أهم الأمور أنه يجب على أولياء الأمور من الآباء ومن كان بمعنى هؤلاء أن يجتهدوا ألٌا يقع الأبناء فيما يفسد، فيبعد عنهم أسباب الفساد والانحراف من الرفقة السيئة، ومن الوسائل العديدة التي تفسد الأبناء في هذا الزمان وما أكثرها، كالتوسع في باب الإنترنت والجوالات، وغير ذلك، وخصوصاً إذا كانوا صغارا، فلا ننصح بالتساهل في هذا الباب، لأنهم لا يحسنون التمييز بين النافع والضار، وهذه هي المشكلة، فربما وقع الواحد منهم في الوجه الذي يضره وهو لا يشعر، والشيطان حريص، فلا نقرب أسباب الهلاك منهم، فهذا هو الذي ينبغي ونسأل الله تعالى لنا وللسائل وللجميع التوفيق والسداد، والله تعالى أعلم.. 
 

  • 6 ربيع الأول 1438هـ - 05/12/2016مـ
  • 1.22MB
  • 3:33