وسائل أعداء الدين في صرف المسلمين عن تعلم لغة الكتاب المبين

الدرس في وسائل أعداء الدين في صرف المسلمين عن تعلم لغة الكتاب المبين، ليلة الجمعة 7 / صفـر / 1431هـ . ألقاها الشيخ أبو همام عبد الله باسعد

وسائل أعداء الدين في صرف المسلمين عن تعلم لغة الكتاب المبين
 

الحمد لله رب العالمين أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين , والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فقد حازت العربية شرفاً عظيماً إذ اختارها الله سبحانه لكتابه من بين لغات البشر وهذا فيه مرتبة رفيعة ومنقبة فريدة كيف لا وهي لغة الفصاحة والبلاغة والبيان. قال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. وقال تعالى:{قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}.

فعلم بهذا أن من أعظم مقاصد تعلم اللغة العربية والاهتمام بها فهم الكتاب والسنة فإنه لا سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته وفهمه إلا بضبط اللسان وصارت معرفته من دين الله عز وجل.

وقد علم أعداء الدين أهمية اللغة العربية وشرفها وعلو منـزلتها ودورها في فهم المسلمين لدينهم فحاولوا – بكل ما أوتوا من قوة – صرف المسلمين عن لغتهم وذلك بوسائل شتى نذكر منها:-

1- جعلهم اللغة الانجليزية هي لغة العلوم الدنيوية فأعرض كثير من المسلمين عن اللغة العربية وشُغِلوا باللغة الانجليزية وأصبحت اللغة العربية لا تدرس إلا للاختبار وبعد الاختبار تصير نسياً منسياً, وليس معنى ذلك أننا نحرم تعلم اللغة الانجليزية للحاجة إليها من أفراد قليلين من المسلمين فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية كما رواه أبو داود والترمذي وأحمد ولم يأمر الصحابة كلهم ولم ينشغلوا بها.

2- تنفيرهم عن اللغة العربية تارة بوصفها بالصعوبة والتعقيد وتارة بأنها لا تناسب عصر العلم والاختراع وتارة بإثارة الشبهات حولها فلربما جندوا من اتباعهم من يَدْرُسُ اللغة العربية للطعن فيها وهم ما يسمون بـ (المستشرقين).

3- استقطابهم لبعض المنتسبين للإسلام حتى تُحَاربَ اللغة من الداخل وخير مثال على ذلك (طه حسين) الذي يلقب كذباً وزوراً بـ (عميد الأدب العربي) فبوحي من أساتذته المستشرقين نادى بأعلى صوته بوجوب استبعاد اللغة العربية ودفنها في مقابر التاريخ وقد دعا أبناء العربية إلى التنكر لها واستبدالها باللغة اليونانية أو اللاتينية وزعم أنها لغة بدوية لا تناسب عصر العلم والاختراع.

وأخيراً:

ندعوا المسلمين جميعاً أن لا يستجيبوا لأعداء الدين وأن يقبلوا على تعلم علوم اللغة فهي ضرب من ضروب العبادة يتقرب بها إلى الله رب العالمين, ومن فضل الله علينا أن يوجد في مراكزنا ومساجدنا علماء وطلبة علم بارزين, يعلِّمون هذا العلم لوجه الله الكريم, والحمد لله رب العالمين.


وكتبه :

أبو معاذ أبو بكر بن أحمد باصلعة

بدار الحديث بالشحر

ليلة الجمعة 7 / صفـر / 1431هـ